فى الطريق الى الوظيفه مقابله شخصيه

في بيتنا العامر .. حيث كل من اخوي الدحمي ( خمس سنوات و نص ) و اختي مزنة ( ... و ثلاثين حولا ) .. و الوالدة حفظها الله ( ... سنة ) .. وأنا أصغر من مزنة شوي .. و عمي رجل امي .. وهو رجل للحق يحب ان يخدم .. بس مابيده شيء ..
كانت الاحدااث تدور .. ببطء .. واياامنا عادية .. فأنا خريج كلية الزراعة والطب البيطري .. من عام الف و اربعمية ونعلة .. لم اجد الوظيفة المناسبة ( الحقيقة ما وجدت وظيفة ابد ) .. فتصربعت بين الكبااين .. و محلات الخضاار ..
و كنت قبل ذلك ..أمر بمرحلة ضمور و تبطح مابين الملحق و الاسترااحة و ابوهيثم .. و أبو هيثم هذاا لمن لايعرفه .. منتدى فكري .. يقع على أطراف المدن .. تصب فيه ثقاافاات مختلفة .. تنهل كلهاا من معين ( رأس ) و احد ..
المهم .. أنني دخت السبع دوخاات .. و قدمت أورااقي على كل شركاات الابقاار و الدبش في البلد .. واخيراا .. قبعت في احد محلات الخضاار أنتظر قدري ..
كنت أعمل في هذاا المحل .. كل شيء تقريباا .. من أجل حفنة من الدرااهم .. فكاان علي أن اصحا قبل الفجر .. لأبدأ رحلة الصرااع اليومية.. لاثباات الوجود .. مع الاخوة الافغاان .. و الهنود في سوق الجملة و حرااج الخضاار في العزيزية .. اضاافة الى هذا فقد كاان هنااك صرااع من نوع اخر مع الروااائح ... و للحق فقد أدمنتهاا .. أقوم بشرااء مايحتااجه دكاان ابوعزيز .. الذي اعمل فيه .. كماا اشتري لواازم المحلاات الأخرى .. الوااقعة ضمن نطااق الحاارة .. للاستفاادة من فاارق السعر .. ثم اعود للمحل .. و اجلس فيه .. حتى الظهر .. لأرتااح قليلا .. وأعود للعمل .. بعد العصر حتى الحادية عشر ليلااا .. لأدور على المحلاات الأخرى .. و أسجل طلبااتهاا .. لاحضاارها صبيحة الغد ..
ابو عزيز .. يأتي الى المحل أحيااناا .. و هو مدرس .. من الرعيل الاول .. أشهب حتى النخااع .. وجهه خاال من التعاابير .. تمسااح مقعد .. يجمع الغلّة .. التي لاتقل عن الفين رياال يومياا .. كاان راتبي تسعماائة و خمسين ريال .. ويتأخر احياانا ..
المهم .. ذات ضحوية .. رن التلفون في البيت .. فنقزت مزنة و الدحمي كل منهم يريد ان يرد على التلفون .. الدحمي .. سناايدي هالحمش .. و اطي على جبهة اخته .. حااولت ان تسبقه على التلفون .. فهبدهاا على ام رااسهاا بكندرة .. وهو يقول .. البنت ماترد على التلفون ..
حمّّن ترصّك .. صرخت مزنة .. من هول النعلة .. والتفتت .. وتلاقطواا الشوش .. و كالمعتااد انتهت المعركة بهدنة .. من شروطهاا .. أن يردون جميعاا على المكاالمة ..
رفعت مزون السمااعة .. و صرخ دحيم .. ألوو ..
ـ ألو ..
ـ نعم .. وش تبي ؟
ـ هذاا منزل الاستااذ علي ابو أذاان ..
ـ لاا .. رد الدحمي .. مزنة صرخت بوجه الدحمي .. انطم بس .. ايه هذاا منزل علي .. من أقول له ..
ـ هو موجود ..
ـ لاا ..
ـ طيب .. قولوا له شركة الابقاار الهولندية .. عنده بكراا موعد مقاابلة شخصية .. السااعة ثمان ونص ..
ـ طيب ..
طاااخ .. هبد الدحمي السمااعة ..
دخلت .. البيت .. كالمعتااد ..فاستقبلوني يزفون البشرى .. و اختي مزنة فاقتن خشتهاا .. و لم اتماالك نفسي من الفرحة ..واناا اللي اصكهاا بالثوب و الشمااغ .. واقول اغسليهن .. واكويهن ..
جااء الليل بطيئاا .. فاويت الى فرااشي مبكراا .. بعد ان ابلغت ابوعزيز .. انني لااريد أن اعمل عنده .. وان حق الخمس اياام اللي اشتغلتهن من بدااية الشهر ماابيهن .. و قدمت استقاالتي ..
استقاالة
اليك ياا من تأكل قوت المسااكين .. أيهاا الاشهب القذر .. يا أحدب منفوحة .. انت ووجهك الخرش .. الذي تتنااثر في اثنااءه الحبوب .. و كأنه رقعة الكيرم .. اتقدم باستقاالتي .. فلا ناامت أعين الجبنااء .. يااجبان !!
التوقيع ،،
علي ابو اذان ..


حسيت برااحة نفسية .. و كنت مشتااقا .. لتسلم العمل الجديد ..
اويت الى الفراش مبكراا .. و اناا اللي اصحي السااعة ثنتين .. عجزت أناام .. تقلبت .. تقلبت .. مااش .. و اخيراا انقذني الله باذاان الفجر .. واناا اللي اناام .. و اقوم بعد الصلااة بشوي .. قمت و اخذت دش .. ومريت اتطمن على اخر الترتيباات ,, الثوب و الشمااغ مكوياات و معلقاات بالدريشة .. مريت على امي قلت اقعد اكذب عليهاا شوي .. و كل شوي انااظر السااعة ..
جت السااعة سبع .. واناا اللي اتتكز ..يوم تطمنت على الهنداام .. واناا اللي ادز على الشركة .. دخلت اخفي قلقي .. و احااول ابرااز الجانب المشرق .. من شخصيتي ..
بالطريق مريت الحماام .. اتأكد من الشخصية .. و اسيت الطااقية السترتش ..
اوكي كلّه تماام .. سألت وين شؤون الموظفين .. دلوني عليهاا .. لقيت لي واحد سعودي .. سلمت عليه .. و قلت اخوي .. انتم عندكم مقاابلة شخصية مع الاستااذ علي ابو اذاان ..
ـ ايه .. انت هو ؟ تفضل استريح ..
جلست انتظر .. و اناا اعقد مقاارناات .. بيني و بينه من نااحية الهنداام ..
ـ لا .. طااقيتي ازين .. طاقيته كنهاا شراب العاايلة ..
بس ولو .. ليتي يوم افصل ثوب .. فصلته قلااب .. وزراارين .. و الله الكبك زين ..
المهم .. في زحمة المقاارنات .. و اناا سااج .. رن التلفون .. قال لي الولد .. اخ علي .. قلت هااه .. سم .. قال تفضل ..
دخلت غرفة .. لقيت اللجنة قداامي .. ماانكر انه طقتني ام الركب .. لكن حااولت اتماالك نفسي .. نسيت اشكاال أعضااء اللجنة .. الا وااحد الله لايربحه و لايبيحه .. نشف ريقي .. شكله مخيف .. صوته اجش .. له حنك من طوله .. سبحاان الله العظيم.. التفلة تقصر الصلااة و تجمع مااوصلت سنونه ..
قال لي حدااهم .. اهلا بك .. استااذ علي .. تفضل استريح
المقابلة الشخصية مكونة من قسمين .. اختباار شفهي .. و عملي ..
وانا اهز رااسي .. واطمبس .. متوحش من ابوحنك .. اللي مغير ينااظرني .. يمكن جاايزة له الشخصية ..
تواالت الاسئلة .. كانت تتدرج من السهولة للصعوبة ..
ـ وش اسمك اخ علي ؟
ـ اسمــ ..
ـ كم لغة يتحدث الاستااذ علي ؟
ـ انا الحقيقة اتــكلـ....
_ كم عدد سكاان الهند ؟
ـ ثمانمية مليون ..
ـ طيب عدّهم ..
ـ ...............
الحقيقة رغم احساسي بالفشل بالجانب النظري الا اني عندي امل بالجاانب العملي من المقابلة ..
انتهت المقاابلة الشفهية .. و توجهت اناا و ابوحنك لاجرااء الاختباار العملي .. لبست البوت .. وشمرت عن ثوبي ..
قال لي ابو حنك .. يالله ياابطل .. وريناا شطاارتك ..
ـ ابشر .. يالله وين البقرة اللي تبوني اولّدهاا ؟
ضحك شفااط النمل .. وهو يقول : لا يااحبيبي انت مرشح للعمل ..
*
*
*
*


بوظيفة ثووور !!