الرياض: زيد بن كمي
كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول، أن هيئة الاتصالات السعودية حددت حدا أدنى لتعرفة دقيقة الهاتف الجوال بـ 20 هللة (0.05 سنت)، واضعة بذلك سقفا جديدا للمنافسة التي تشهدها سوق الاتصالات في البلاد إثر تخفيضات قادتها شركات الاتصالات تحسبا لدخول المشغل الثالث في البلاد شركة الاتصالات المتنقلة «زين» المتوقع بدء نشاطها في 2008.
ويأتي الحد الأدنى الذي رسمته هيئة الاتصالات السعودية ضمن خططها للحفاظ على المنافسة دون تعرض إحدى الشركات لخسائر كبيرة خاصة الشركات الجديدة في السوق، في ظل توقعات باحتمالية أن تقل تلك التعرفة خلال السنوات المقبلة مع زيادة وكفاءة التشغيل بين الشركات الثلاث المشغلة لخدمات الاتصالات المتنقلة (الاتصالات السعودية، موبايلي، وزين).
وعلى الرغم من ذلك يتوقع أن يشهد سوق الاتصالات مع بداية هذا العام 2008 نقلة أخرى بعد النقلة التي أحدثها دخول مشغل ثاني لهذا السوق وهي (موبايلي) قبل ثلاثة أعوام. حيث سيبدأ المشغل الثالث في السعودية عمله بشكل فعلي بعد أن يتم الانتهاء من إجراءات تأسيس الشركة وطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام، الأمر الذي يتوقع أن يحدث نقلة نوعية في طبيعة عمل سوق الهاتف المتحرك في السعودية؛ إذ أنه من المرجح أن تصبح هذه السوق واحدة من أكثر الأسواق تنافسية في المنطقة، حيث أضحت السوق السعودية واحدة من أسواق خمس دول يعمل فيها أكثر من ثلاثة مشغلين للهاتف الجوال، وهذا ما يتوقع له أن يعود بفوائد اقتصادية جمة سواء على الصعيد الاقتصادي للدولة أو على الصعيد الشخصي للعملاء.
وهنا يتوقع ناصر الرشيدي عضو جمعية الاقتصاد السعودية أن يشهد سوق الاتصالات المتحركة زيادة أكبر بعد دخول المشغل الثالث، مستندا في ذلك إلى ما شهدته السوق من ارتفاع عدد المشتركين بنسبة 51 في المائة بعد دخول «موبايلي»، حيث وصل العدد إلى نحو 19.6 مليون مشترك عند نهاية عام 2006. ويربط الرشيدي توقعاته في ظل الاستقرار الاقتصادي الذي يعيشه الفرد في السعودية وبناء على الدراسات التي أجريت في هذا الشأن.
ويؤكد الرشيدي في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنه بتسليط الضوء على وضع السوق من ناحية الإيرادات والأرباح حالياً في ظل وجود شركتي اتصالات للهواتف المتحركة، «فإننا نستطيع أن نرى أنهما حققتا أداء متميزاً من خلال أدائهم المالي، حيث حققت شركة الاتصالات إيرادات تشغيلية بلغت 24.823 مليار ريال (6.619 مليار دولار) بنهاية الربع الثالث من العام الحالي». وأضاف أنه يتوقع أن تصل الأرباح إلى 33.5 مليار ريال (8.93 مليار دولار) مع نهاية عام 2007، فيما حققت «موبايلي» إيرادات تشغيلية بلغت 6.03 مليار ريال (1.6 مليار دولار)، مع نهاية الربع الثالث ويتوقع مع نهاية العام الحالي أن تصل إلى 8.3 مليار ريال ( 2.213 مليار دولار).
وأشار عضو جمعية الاقتصاد السعودية إلى أن شركة الاتصالات السعودية حققت أرباحا صافية حتى نهاية الربع الثالث قدرها 8.962 مليار ريال (2.389 مليار دولار)، متوقعا ان تصل أرباحها مع نهاية العام إلى 12.2 مليار ريال (3.25 مليار دولار).
وفيما يتعلق بالمشغل الثاني في السوق السعودية شركة اتحاد اتصالات «موبايلي» التي حققت صافي ربح في نهاية الربع الثالث بلغ 856 مليون ريال (228.2 مليون دولار)، فيتوقع الرشيدي أن تصل أرباحها مع نهاية عام 2007 إلى 1.215 مليار ريال (324 مليون دولار).
إلى ذلك، أشتد تنافس الشركتين المشغلتين للهاتف الجوال في السوق السعودية للحصول على أكبر شريحة من المشتركين من خلال حملات تسويقية مكثفة وإطلاق خدمات جديدة، وأدت المنافسة التي بلغت ذروتها إلى تقديم تخفيضات على أسعار المكالمات الصوتية بأكثر من 70 في المائة، الأمر الذي لم يتوقعه اشد المتفائلين من المتابعين لسوق الاتصالات؛ فقد أعلنت شركة الاتصالات السعودية ـ المشغل الأول في السوق ـ عن وصول عدد عملائها إلى 17 مليون عميل، فيما لم تعلن «موبايلي» بشكل رسمي عن عدد مشتركيها والذي تشير مصادر تحدثت مع «الشرق الوسط» الى أنه بلغ 8.5 مليون مشترك في عام 2007. وبذلك يكون مجمل المشتركين في خدمات الهاتف الجوال في السوق السعودية نحو 25.5 مليون مشترك. ويتوقع خبراء اتصالات أن تستمر هذه الأرقام في التصاعد في ظل وجود الحاجة لذلك، إضافة إلى ظهور شرائح خاصة بالبيانات سيكون له حتما دور كبير في هذه الزيادة. حيث أضحى من الطبيعي رؤية الشخص الواحد في السعودية يحمل أكثر من شريحة في وقت واحد للاتصال الصوتي ولاستخدام الانترنت، ويساعد على ذلك أيضا التكاليف المنخفضة سواء للمكالمات الصوتية أو حتى لمكالمات البيانات.
وتشير دراسة أعدتها شركة (كي بي ام جي) المتخصصة الى أنه من المتوقع أن تكون هناك زيادة في عدد خطوط الهاتف المتحرك تتراوح بين 15 إلى 20 مليون خط جوال خلال 5 سنوات مقبلة في السعودية.
وتتوقع الدراسة أن ترتفع عائدات الاتصالات اللاسلكية 55.6 في المائة من إجمالي عائدات صناعة الاتصالات عام 2010، فيما تشير في توقعاتها إلى نمو انتشار خطوط الجوال من 88 في المائة عام 2007 إلى 119 في المائة في 2010، وهو ما يسمى بمعدل النفاذ أي نسبة عدد السكان إلى عدد خطوط الهواتف المتحركة. من جانب آخر، من المنتظر أن يبدأ المشغل الثالث في السعودية شركة الاتصالات المتنقلة (زين) بطرح خدماته منتصف عام 2008؛ حيث بدأت الشركة دخولها إلى السعودية بحملة تسويقية ضخمة في جميع أنحاء البلاد للتعريف بالشركة وأهدافها ومنحتها هيئة الاتصالات السعودية الكود 059، فيما حصلت «الاتصالات السعودية» على الكود 055 و050 و053 و«موبايلي» على الكود 056 و054.
ويتوقع أن تطرح «زين» 50 في المائة من أسهمها للاكتتاب بقيمة بلغت 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) في الربع الأول من العام المقبل 2008. وسيشمل الاكتتاب بيع 560 مليون سهم في اكتتاب عام و140 مليون سهم لصناديق الدولة بسعر 10 ريالات للسهم، في ظل توقعات دراسات أجرتها بعض الشركات المتخصصة أشارت إلى احتمالية أن تستحوذ الشركة على نسبة تتراوح بين 18 إلى 20 في المائة من سوق الاتصالات في السعودية بنهاية عام 2008. وإذا ما استطاعت الشركة الوصول بنجاح إلى هذه النسبة فهذا يعتبر انجازا كبيرا في ظل وجود منافسة قوية من شركتي الاتصالات السعودية وموبايلي.